كشف الحقيقة: الأدلة الجينية تغير فهمنا لضحايا بومبي.

عندما ثار بركان ودفن مدينة بومبي القديمة، حُفظت لحظات مواطنيها الأخيرة في الحجارة لعدة قرون. كان الناس يرون قصصًا في قوالب الجبس التي صُنعت لاحقًا لأجسادهم، مثل أم تحمل طفلها وامرأتين تتبادلان العناق وهما تموتان.

لكنّ الدليل الجديد من الحمض النووي يشير إلى أن الأمور لم تكن كما تبدو - وأنّ هذه التفسيرات السائدة تأتي من النظر إلى العالم القديم بعيون حديثة. قالت أليسا ميتنيك من معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا: 'تمكنا من دحض أو تحدّي بعض الروايات السابقة المبنية على كيفيّة العثور على هؤلاء الأفراد فيما يتعلق ببعضهم البعض'.

اكتشفت ميتنيك وزملاؤها أنّ الشخص الذي كان يُعتقد أنّه أمّ هو في الواقع رجل لا تربطه أي صلة بالطفل. وعلى الأقلّ، كان أحد الشخصين اللذين تمّ العثور عليهما في حالة عناق - واللذين كان يُفترض منذ فترة طويلة أنّهما أختان أو أمّ وابنتها - رجلاً.

اعتمد الفريق، الذي يضمّ أيضًا علماء من جامعة هارفارد وجامعة فلورنسا في إيطاليا، على الموادّ الجينيّة المحفوظة منذ ما يقرب من ألفي عام. بعد ثوران بركان فيزوف وتدميره المدينة الرومانيّة عام 79 م، تحلّلت الجثث المدفونة في الطين والرماد في النهاية، تاركةً فراغات حيث كانت موجودة في السابق.

قال غابرييل، سكورانو، من جامعة روما تور فيرغاتا، وهو مؤلّف مشارك في ذلك البحث الذي لم يشارك في الدراسة الحاليّة: 'لديهم نظرة عامة أفضل لما يحدث في بومبي لأنّهم حلّلوا عيّنات مختلفة'. في الواقع، كان لدينا جينوم واحد، وعينة واحدة، ولقطة واحدة.